روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | الثبات الانفعالي.. عند عبد الله بن حذافة السهمي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > الثبات الانفعالي.. عند عبد الله بن حذافة السهمي


  الثبات الانفعالي.. عند عبد الله بن حذافة السهمي
     عدد مرات المشاهدة: 4382        عدد مرات الإرسال: 0

إن من المصطلحات النفسية الشائعة اليوم مصطلح الثبات الانفعالي Emotional Stability والذي قدمت له الكثير من التعريفات في المراجع والدوائر العلمية المتخصصة و الذي يعتبر من أهم مظاهر الصحة النفسية ، والتوافق النفسي والاجتماعي ، وهو كما يعرفه علماء النفس هو

"القدرة علي التخلص من تباينات الانفعالات الشائعة في المزاج الوقتي واكتساب الضبط الانفعالي الجيد مما يساعد الفرد علي عدم الإفراط في الاستجابة للمواقف الانفعالية أو المثيرة للانفعال والقدرة علي مواجهة التذبذبات الشديدة في المزاج " .

وهذا المصطلح أكتسب أهمية كبيرة في عصر كثرت فيه الضغوط النفسية والانفعالية علي الأفراد ، وقد أهتم به الغرب اهتماما كبيراً ، وللأسف فأننا نستورده منهم ، مع أنه في الأصل موجود في ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية الخالدة .

هذا المقال بأذن الله هو المقال الأول لسلسلة ستصدر من خلال هذا الموقع  تحت عنوان " روائع إسلامية ومصطلحات نفسية"

ولما وجدت أن هذا المصطلح تعج به الدراسات الغربية ، وزاد الاهتمام به من قبل المراكز العلمية و الجامعات والهيئات المهتمة بتنمية الذات ، فوجدت أن الغرب ينسبه لنفسه مع أنه ميراثنا من أجدادنا ولكننا تركنا هذا الميراث ولم نقرأه وأن كنا نقرأه فبدون تدبر .

و المتأمل لقصة سيدنا عبد الله بن حذافة السهمي يجده نموذجاً واضحاً جلياً للثبات الانفعالي ، بل هو نبع ذاخر و أصل أصيل ومثال يقتدي به في الثبات الانفعالي و ضبط النفس .

فقصته شهيرة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما وجه جيشاً لحرب الروم وكان من بينهم عبد الله بن حذافة السهمي و شاء الله أن يقع في الأسر علي أيدي الروم ، و أخذ طاغيتهم ينوع عليه أصناف العذاب من تعذيب وترهيب وصد عن سبيل الله.

فمنع عنه الطعام والشراب ثم قدم له خمر ولحم خنزير فلم يقربه ثم أمر بصلبه وضربه بالسهام قرب يديه ورجليه ثم يطلق عليه غانية من غوانيهم ، حتى انطلقت وتصيح والله ما يدرى أأنثى أنا أم ذكر ووالله لا أدرى أأدخلتموني علي بشر أم علي حجر .

كل ذلك ورضي الله عنه لم يرضخ ولم يلين .....الخ

الشاهد في القصة هو الثبات الانفعالي الذي كان يتمتع به عبد الله بن حذافة .

فهذا هو الثبات الانفعالي و هذا هو المثل و القدوة في زمان قلت فيه المثل وندرت فيه القد وات .

كنا جبالاً في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحاراً

وفي الأخير :-

فأن نصيحتي لكل شباب الأمة أن أقرءوا تاريخكم وادرسوا سير أجدادكم ، ففيها كل شيء تريدونه ، وتمسكوا بدينكم وسنة نبيكم ، وبهما سيكفيكم الله كل سوء ، وستصلون إلي أعلي الدرجات في الدنيا والآخرة .

أقرأو التاريخ إذ فيه العبر ضل قوم ليس يدرون ما الخبر.
 
الكاتب: إيهاب معوض أبو النجا

المصدر : موقع حلول